باريس 1900 |
بقلم جون باجراتوني
هامبورج (د ب أ) - لم تستطع الحروب أو المقاطعة السياسية أو الرأسمالية المتنامية منع الدورات الاولمبية من أن تصبح أكبر الاحداث الرياضية في العالم.
فقد أحيا الأرستقراطي الفرنسي بيير دي كوبرتان هذا المهرجان الرياضي من منشأه الاساسي في اليونان القديمة عندما أقيمت فعاليات أولى الدورات الاولمبية في العصر الحديثة في العاصمة اليونانية أثينا عام 1896 .
وتسببت الحربان العالميتان الاولى والثانية في منع إقامة الدورات الاولمبية أعوام 1916 و1940 و1944 وبرغم ذلك احتفلت الاسرة الاولمبية بالعيد المئوي لإقامة الدورات الاولمبية الحديثة في أولمبياد اتلانتا عام 1996 .
وأقيمت الدورة الاولمبية الثامنة والعشرون في أثينا من 13 إلى 29 آب/أغسطس 2004 بينما ستقام الدورة التاسعة والعشرون بالعاصمة الصينية بكين "بكين 2008" بداية من الثامن وحتى الرابع والعشرين من آب/أغسطس المقبل.
أولمبياد أثينا 1896 :
أصبح نجم الوثبة الثلاثية الامريكي جسمي كونولي أول بطل في تاريخ الدورات الاولمبية الحديثة بعد مرور 1583 عاما على قرار الامبراطور البيزنطي تيودوسيوس بمنع إقامة الدورات الأولمبية التي كانت تقام في العصور القديمة وحتى القرن الرابع الميلادي.
وشهد أولمبياد 1896 مشاركة 245 لاعبا جميعهم من الذكور وينتمون إلى 14 دولة فحسب.
وحصل الفائزون في كل مسابقة أو سباق على غصن زيتون وميدالية فضية بينما حصل أصحاب المركز الثاني في كل مسابقة على ميدالية نحاسية في الوقت الذي لم يتلق فيه أصحاب المركز الثالث شيئا.
وأدخل سبيريدون لويس السعادة إلى قلوب اليونانيين من خلال الفوز بالميدالية الذهبية لسباق الماراثون الذي أقيم على نفس الطريق الذي ركض فيه البطل الإغريقي القديم فيديبيديس ليذيع نبأ انتصار بلاده في معركة "ماراثون" عام 490 قبل الميلاد.
أولمبياد باريس 1900 :
ولم تكن الدورة الاولمبية الثانية عام 1900 والتي أقيمت بالعاصمة الفرنسية باريس موطن دي كوبرتان رئيس اللجنة الاولمبية الدولية آنذاك "أروع وأفضل" من سابقتها في أثينا بل كانت بمثابة استعراض جانبي دام 162 يوما في ساحة برج إيفل الشهير.
وحصلت السيدات على فرصة المشاركة في مسابقات عدة خلال هذه الدورة ولكن التنظيم كان سيئا للدرجة التي جعلت لاعبة الجولف الأمريكية مارجريت أبوت لا تدرك حتى وفاتها عام 1955 أنها فازت بإحدى مسابقات هذه الدورة.
وفاز الامريكي راي إيفري بالمركز الاول في مسابقات الوثب العالي والطويل والوثبة الثلاثية ولكن مواطنه ألفين كرانيلين تفوق عليه حيث فاز بأربع ميداليات ذهبية وما زال حتى الان ضمن عدد قليل من الرياضيين الذين نجحوا في إحراز أربع ذهبيات في دورة واحدة.
وكانت ذهبياته الاربع في سباقي 60 متر حواجز و110 متر حواجز و220 متر حواجز بالاضافة لمسابقة الوثب الطويل.
أولمبياد سان لويس 1904 :
وشهدت أولمبياد 1904 في سان لويس بالولايات المتحدة بدء توزيع الميداليات بأشكالها الثلاثة الحالية (الذهبية والفضية والبرونزية) للمرة الاولى في تاريخ الدورات الاولمبية وذلك على أصحاب المراكز الثلاثة الاولى في كل مسابقة أو سباق خلال هذه الدورة التي أقيمت فعالياتها على مدار خمسة شهور وذلك ضمن فعاليات المعرض العالمي أيضا مثل سابقتها في باريس.
وشارك في هذه الدورة 13 دولة فقط بينها ثماني دول من خارج القارة الامريكية. وهيمنت المشاكل على هذه الدورة كما جرد فريد لورز عداء نيويورك من ذهبية سباق الماراثون بعدما اكتشف أنه قطع أميالا قليلة على قدميه قبل أن يستقل السيارة خلال السباق.
أولمبياد لندن 1908 :
وبعد انسحاب روما الفائزة بحق تنظيم الدورة الأولمبية الرابعة عام 1908 تجمع نحو ألفي لاعب ولاعبة من 22 دول في العاصمة البريطانية لندن حيث شهدت الدورة للمرة الاولى أكثر من 100 سباق ومسابقة (107 مسابقة بالتحديد).
وشهد الاستاد الاولمبي متعدد الاغراض في "وايت سيتي" أول دخول للفرق المشاركة إلى أرض الاستاد حاملة الاعلام ولكن ذلك تسبب في اضطراب سياسي حيث حاولت بريطانيا منع أيرلندا من استخدام علم خاص بها كما تصرفت روسيا الاستعمارية بنفس الطريقة مع فنلندا.
وأنهى العداء الجنوب أفريقي ريجي ووكر الهيمنة الامريكية على سباقات العدو حيث أحرز الميدالية الذهبية لسباق 100 متر عدو كما فاز البريطاني ويندهام هالسويل بالميدالية الذهبية لسباق 400 متر عدو بسهولة اثر رفض عدائي الولايات المتحدة خوض إعادة السباق بعد حادث وقع في المحاولة الاولى.
ورغم ذلك كانت أبرز الاحداث في تلك الدورة مأساة العداء الايطالي دوراندو بييتري في سباق الماراثون حيث حرم من الحصول على الميدالية الذهبية للسباق وجرد من نتيجته بسبب المساعدة التي نالها عند خط النهاية من الكاتب سير آرثر كونان دويل مؤلف روايات شارلوك هولمز.
واتضح لاحقا أنه لم يكن يعاني من الارهاق وإنما من تعاطي جرعة زائدة من مادة ستريكنين السامة.
أولمبياد ستوكهولم 1912 :
وشهدت الدورة الخامسة التي استضافتها العاصمة السويدية ستوكهولم عام 1912 مشاركة لاعبين من القارات الخمس للمرة الاولى في تاريخ الدورات الاولمبية كما أدرجت رياضتا الخماسي الحديث والفروسية للمرة الاولى ضمن المنافسات.
وفاز الفنلندي هانس كوليماينن بالميدالية الذهبية في سباقي خمسة آلاف متر وعشرة آلاف متر اختراق الضاحية.
ولكن اللاعب الهندي الاصل الامريكي الجنسية جيم ثورب خطف الاضواء من الجميع عندما أحرز ذهبية الخماسي الحديث وذهبية المسابقة العشارية مما دفع العاهل السويدي الملك جوستاف الخامس إلى أن يقول للاعب "أنت أعظم رياضي في التاريخ".
وكانت نتائج وأرقام ثورب في المسابقة العشارية كفيلة بإحرازه الميدالية الذهبية لهذه الرياضة في أولمبياد 1920 و1924 والميدالية الفضية في أولمبياد 1948 ولكن بدلا من ذلك تم تجريد اللاعب عام 1913 من نتائجه التي حققها في أولمبياد ستكهولم عام 1912 بعدما ترددت أنباء بتلقيه أموالا لممارسة لعبة البيسبول وهو ما كان انتهاكا للقواعد الاولمبية آنذاك.
ولم تصدر اللجنة الاولمبية الدولية عفوا عن ثورب إلا عام 1982 أي بعد 29 عاما من وفاته عام 1953 حيث رفض أفري برونداج (الذي احتل المركز السابع في مسابقة الخماسي الحديث ولم يستكمل المسابقة العشارية) مناقشة هذه القضية خلال الفترة التي تولى فيها رئاسة اللجنة الاولمبية الدولية من 1952 إلى 1972 .
ملخص الألعاب ومكان إقامتها عبر التاريخ الحديث |