أولمبياد مكسيكو 1968 :
كان للارتفاع الشاهق للعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي فوق سطح البحر أثر كبير في تحقيق العديد من الارقام القياسية العالمية في سباقات ومسابقات ألعاب القوى جاء على رأسها الرقم القياسي الذي حققه بوب بيمون في مسابقة الوثب الطويل حيث سجل 90ر8 متر. وقد ظل هذا هو الرقم القياسي العالمي حتى عام 1991 .
كما حطم البريطاني ديفيد هيمي الرقم القياسي العالمي لسباق 400 متر حواجز بنحو ثانية.
وحقق المنتخب الامريكي رقما قياسيا عالميا جديدا في سباق 4 × 400 متر تتابع حيث قطع مسافة السباق في دقيقتين و16ر56 ثانية حيث ظل هذا الرقم القياسي صامدا حتى عام 1992 .
وسيطر العداءون الافارقة على سباقات المسافات المتوسطة والطويلة كما لم يحدث من قبل حيث فاز الكيني كيب كينو بالميدالية الذهبية الاولى لبلاده في سباق 1500 متر بينما فاز الامريكي ديك فوسبري بالميدالية الذهبية لمسابقة الوثب العالي.
وفاز الامريكي آل أورتر بالميدالية الذهبية في مسابقة رمي القرص للدورة الرابعة على التوالي.
بيد أن السياسة لم تترك الدورة تمر إلا وألقت ببعض ظلال عليها.. فعلى الرغم من أن اللجنة الاولمبية الدولية وصفت مقتل 300 من المعارضين على يد الجيش المكسيكي قبل انطلاق فعاليات الدورة بأنه شأن داخلي الا انها استبعدت تيمي سميث وجون كارلوس الفائزين بالميداليتين الذهبية والبرونزية في سباق العدو 200 متر بسبب أدائهما تحية برفع قبضة اليد على طريقة النشطاء السياسيين اليساريين.
وأصبحت التشيكية فيرا كاسلافسكا البطلة الاولى للدورة حيث انتقدت علانية الغزو السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا قبل أن تتغلب على منافساتها من الاتحاد السوفيتي السابق لتحرز أربع ميداليات ذهبية في تلك الدورة.
وشهدت هذه الدورة تطبيق اختبار الكشف عن جنس الرياضي سواء كان ذكرا أم أنثى.
أولمبياد ميونيخ 1972 :
وأظهرت مدينة ميونيخ الالمانية من خلال أولمبياد 1972 أن ألمانيا أصبحت بلدا ديمقراطيا ولكن جهود هذه المدينة غرقت في حوض من الدماء عندما قتل فلسطينيون متشددون 11 من لاعبي البعثة الاسرائيلية المشاركة في الدورة في الخامس من أيلول/سبتمبر وهو الحدث الذي سيلقي دائما بظلال على الدورات الاولمبية.
وأصر أفري برونداج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية آنذاك على مواصلة فعاليات الدورة قائلا "يجب أن تستمر الدورة" ولكن الحدث خيم بظلال قاتمة على باقي أيام الدورة.
ومن الاحداث الرياضية البارزة في تلك الدورة فوز السباح الامريكي مارك سبيتز بسبع ميداليات ذهبية بالاضافة لفوز العداء الفنلندي لاسي فيرين بالميدالية الذهبية في سباقي العدو خمسة آلاف متر وعشرة آلاف متر رغم سقوطه في السابق الاخير.
كما فاز الاوكراني فاليري بورزوف بالميدالية الذهبية في سباقي العدو 100 و200 متر.
وأبهرت لاعبة الجمباز السوفيتية أولجا كوربوت /16 عاما/ المشاهدين والمشجعين بحركاتها الأكروباتية الرائعة بينما أخفق الفريق الامريكي في الفوز بمسابقة القفز بالزانة أو بالميدالية الذهبية لكرة السلة للرجال للمرة الاولى في تاريخ الدورات الاولمبية.
وجاءت هزيمة المنتخب الامريكي للسلة بشكل مثير في اللحظة الاخيرة من المباراة النهائية حيث خسر أمام نظيره السوفيتي 50/51 .
أولمبياد مونتريال 1976 :
وشهدت الدورات الاولمبية بداية من أولمبياد 1976 في مونتريال تعزيزات أمنية مكثفة بعد واقعة أولمبياد ميونيخ.
وشهدت الدورة مقاطعة 24 دولة أفريقية احتجاجا على السماح لنيوزيلندا بالمشاركة في تلك الدورة رغم زيارة فريق نيوزيلندي للرجبي إلى جنوب أفريقيا الموقوفة بالفعل من قبل اللجنة الاولمبية الدولية.
وأحرزت البعثة الامريكية الميدالية الذهبية في 12 من 13 سباقا بفعاليات السباحة رجال كما فازت ألمانيا الشرقية بالميدالية الذهبية في 11 من 13 سباقا في فعاليات السباحة سيدات.
وفاز السباح الامريكي جون نابر والسباحة الالمانية كورنيليا إيندر بأربع ذهبيات (لكل منهما) ولكن إيندر اعترفت بعد توحيد الالمانيتين بأنها ربما تكون قد حصلت على مواد منشطة أثناء تلك الدورة.
وكرر لاسي فيرين الفوز بثنائية الذهب في سباقي خمسة آلاف متر وعشرة آلاف متر عدو وذلك في غياب العدائين الأفارقة.
وأصبح العداء الكوبي أول من يحرز ثنائية الذهب في سباقي العدو 400 و800 متر.
وأصبحت لاعبة الجمباز الرومانية الشهيرة ناديا كومانشي /14 عاما/ آنذاك أول لاعبة تسجل العشر درجات كاملة حسب تقدير الحكام.
وشهدت الدورة تجريد السوفيتي بوريس أونيشينكو من نتائجه في رياضة الخماسي الحديث بعدما ثبت أنه تلاعب بطريقة غير مشروعة بسيفه خلال مرحلة المبارزة وذلك دون أن يصيب منافسه.
أولمبياد موسكو 1980 :
وفوجئ الاسباني خوان أنطونيو سامارانش الرئيس الاسبق للجنة الاولمبية الدولية بمقاطعة الولايات المتحدة وعدد من دول الغرب لفعاليات أولمبياد 1980 التي أقيمت بالعاصمة الروسية موسكو احتجاجا على الغزو السوفيتي لأفغانستان بينما حرصت بعض دول الغرب ومنها بريطانيا وفرنسا وأسبانيا على المشاركة.
واتسمت دورة موسكو بالتنظيم الجيد والمحكم بالاضافة إلى المنافسة الشرسة بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا الشرقية في العديد من المسابقات والسباقات ولكن أصحاب الارض حسموا لقب الدورة لصالحهم بسهولة.
ومن الاحداث الأخرى البارزة في تلك الدورة المنافسة القوية بين الثنائي البريطاني سيباستيان كو وستيف أوفيت ليفوز الاول بسباق العدو 1500 متر والثاني بسباق العدو 800 متر.
وفاز الكوبي تيوفيلو ستيفنسون بالميدالية الذهبية الثالثة له على التوالي في منافسات الملاكمة بينما فاز السباح الروسي فلاديمير سالنيكوف بثلاث ذهبيات في تلك الدورة كانت إحداها في سباق 1500 متر حرة والذي شهد كسر حاجز ال 15 دقيقة للمرة الاولى في التاريخ.
أولمبياد لوس أنجليس 1984 :
ولم تكن مفاجأة أن يقود الاتحاد السوفيتي الكتلة الشيوعية لمقاطعة أولمبياد لوس أنجليس 1984 .
ورغم ذلك شهدت تلك الدورة عودة دول شيوعية أخرى مثل رومانيا والصين للمشاركة في الدورات الاولمبية.
ونالت الصين استقبالا حافلا وحماسيا في أول مشاركة أولمبية لها وكان ذلك الاستقبال هو المكسب الحقيقي لها في تلك الدورة.
وأدخل لاعبو الولايات المتحدة السعادة إلى قلوب مشجعيهم حيث حصدوا 83 ميدالية ذهبية كان أبرزها في سباقات العدو 100 و200 متر و4 × 100 متر تتابع وفي مسابقة الوثب الطويل التي أحرزها جميعا العداء الامريكي الشهير كارل لويس لتجعله على قدم المساواة مع الاسطورة جيسي أوينز.
وأصبحت العداءة الامريكية فاليري بريسكو هوكس أول سيدة تحرز ثنائية الذهب في سباقي العدو 200 و400 متر بينما فازت مواطنتها جوان بينوي بلقب أول ماراثون للسيدات في تاريخ الدورات الاولمبية.
ولكن أبرز أحداث هذا الماراثون كان سقوط السويسرية جابرييلا أندرسون تشيس بعد ترنحها بالقرب من خط النهاية قبل أن تسقط على الارض.
وفاز شو هايفينج بالميدالية الذهبية الاولى من 15 ميدالية ذهبية أحرزتها الصين في فعاليات الرماية بالدورات الاولمبية .
وفازت الالمانية أولريكه ميفارت بالميدالية الذهبية لمسابقة الوثب العالي بعد 12 عاما من فوزها بنفس المسابقة في أولمبياد 1972 .
وأحرز الفنلندي بيرتي كاربينن الميدالية الذهبية الثالثة له في منافسات التجديف.