ريو دي جانيرو - البرازيل - أحدى المدن المرشحة |
بقلم جورج بيرنز
هامبورج (د ب أ) - رغم وجود ثماني سنوات تفصلنا عن فعاليات دورة الالعاب الاولمبية المقررة عام 2016 أخذ الصراع على استضافة فعاليات تلك الدورة شكلا جديا وحماسيا.
وتجاوزت مدينتا شيكاغو الامريكية وريو دي جانيرو البرازيلية والعاصمتان الاسبانية مدريد واليابانية طوكيو المرحلة الاولى من هذا الصراع بعبور التصفية الاولى التي أجرتها اللجنة الاولميبة الدولية في حزيران/يونيو الماضي والتي خرجت فيها من الصراع العاصمتان القطرية الدوحة والتشيكية براغ بالاضافة الى باكو عاصمة أذربيجان.
وستقضي المدن الاربع الباقية في قائمة الترشيحات الشهور الستة عشر المقبلة في محاولات لإقناع أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية بقوة عرضها وإمكانياتها لاستضافة الدورة وذلك حتى موعد التصويت النهائي الذي يجرى بالاقتراع السري بين أعضاء اللجنة التنفيذية باللجنة الاولمبية الدولية على هامش اجتماع الجمعية العمومية للجنة والمقرر في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن في تشرين أول/أكتوبر المقبل.
وستركز ريو دي جانيرو بالتأكيد في محاولاتها لإقناع اللجنة الاولمبية الدولية لمنحها حق التنظيم على أن أيا من مدن أمريكا الجنوبية لم يسبق لها استضافة الفعاليات الاولمبية كما ستستغل بالتأكيد نجاحها الكبير في استضافة دورة الالعاب الامريكية الصيف الماضي.
وتأمل مدريد في أن تكون تجربة اخفاقها في نيل شرف تنظيم أولمبياد 2012 دعما لها في طلب استضافة أولمبياد 2016 حيث حلت في المركز الثالث بالتصويت الاخير خلف العاصمتين البريطانية لندن التي فازت بحق الاستضافة والفرنسية باريس.
وقال ألبرتو رويز جاياردون رئيس بلدية مدريد " لاتزال مدريد في صراع على نيل تنظيم الاولمبياد.. ويحظى طلبها بقوة عن أي وقت مضى".
أما طوكيو التي استضافت اولمبياد 1964 فتحتاج إلى تقديم ملف قوي لإعادة الدورة الاولمبية إلى آسيا بعد ثماني سنوات فقط من استضافة العاصمة الصينية بكين لأولمبياد 2008 .
بينما تحتاج شيكاغو إلى التأكيد على التأييد الحكومي اللازم بالاضافة الى وجود الميزانيات الخاصة من أجل تطوير وسائل النقل وإقامة المنشآت التي تستضيف فعاليات الدورة.
ويركز تقرير التقييم الذي تجريه اللجنة الاولمبية على تقدير وتقييم المزايا التي يتمتع بها كل ملف وإبراز المشاكل في كل من هذه المجالات الثلاثة.
وأوضح هذا التقرير بالنسبة لشيكاغو أن تكاليف الانشاءات التي يذكرها ملف المدينة منخفضة للغاية وتحتاج للمراجعة.
وأكد ملف المدينة الامريكية في عام 2007 على توفير 500 مليون دولار ضمانا في حال لم يكن الدخل كافيا لتمويل هذه الانشاءات علما بأن الحكومة الامريكية لا تتقدم بضمانات لتنظيم الدورات الاولمبية على عكس الحال في باقي الدول التي تطلب مدنها تنظيم تلك الدورات.
وأشارت اللجنة الاولمبية الدولية في تقريرها عن شيكاغو أيضا إلى أن المواقع المفترض إقامة فعاليات الدورة بها لا تتمتع بخدمات جدية فيما يتعلق بوسائل النقل وخطوط السكك الحديدية ومحطاتها.
وحصلت طوكيو على أعلى الدرجات في تقرير التقييم تبعتها مدريد بفارق ضئيل ولكن هناك أمور أخرى كثيرة بخلاف هذه التقارير تحسم حق استضافة الدورات الاولمبية التي تمثل أكبر الاحداث الرياضية في العالم.
وقال شينتارو إيشيهارا محافظ طوكيو بعد التصفية الاولى وعبور طوكيو إلى المرحلة الثانية من التصفية "لا يمكننا أن نقفز من السعادة.. ستبدأ منافسة معقدة ومروعة".
وأيد بوب كتفرتليك نائب رئيس اللجنة الاولمبية الامريكية تعليق إيشيهارا قائلا إن اللجنة الاولمبية الدولية أكدت على مجموعة من العوامل لدى اتخاذ القرار.
وأوضح "يرتبط التصويت النهائي بالعواطف والثقة والشخصية والقدرة على تسويق مدينتك.. يضع أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية في اعتبارهم المواقف السياسية وكذلك تأثير كل مدينة في الحركة الاولمبية".
وتدرك الدوحة الآن هذه الحقيقة القاسية حيث حصلت على نفس الدرجات التي حصلت عليها شيكاغو وريو دي جانيرو لكنها لم تتأهل للمرحلة الثانية في التصفيات.
وقال حسن علي بن علي رئيس ملف الدوحة "إنه لأمر صعب للغاية أن يغلقوا الباب في وجه ملف من الشرق الاوسط.. إذا كانت استضافة الدورات الاولمبية قاصرة على أوروبا وآسيا وأمريكا فإنني لا أعرف لماذا تريدنا اللجنة الاولمبية الدولية في الحركة الاولمبية".
ومع عدم وجود أي مشاكل أو قيود أو عوائق من ناحية الميزانية في الملف القطري ذكرت اللجنة الاولمبية الدولية أن استبعاد الدوحة في التصفية الاولى جاء بسبب رغبتها في استضافة الدورة خلال شهر تشرين أول/أكتوبر وليس في منتصف الصيف مثلما هو متبع في باقي الدورات الاولمبية.
وذكرت جيسيل ديفيز المتحدثة باسم اللجنة أن مثل هذا التحول في موعد الدورة "سيتضارب مع جدول المسابقات الرياضية الدولية" كما سيكون له أثرا سيئا على اللاعبين والمشجعين.