رغم الجهود المكثفة والعديدة التي بذلتها الصين في الاونة الاخيرة من أجل تنقية هواء العاصمة بكين استعدادا لدورة الالعاب الاولمبية المقررة في الفترة من الثامن إلى 24 آب/أغسطس الحالي ، ما زال اللون الرمادي الكالح هو السائد في سماء بكين.
ودفع هذا الجو الملوث بالاتربة والغبار والعوادم هاين فيربروجن المنسق المكلف من اللجنة الاولمبية الدولية لتنسيق أولمبياد بكين 2008 إلى التأكيد على أن المصورين المكلفين بتغطية أحداث أولمبياد بكين سيجذبون الانظار مجددا إلى تلوث الهواء في العاصمة الصينية.
وقال فيربروجن أثناء وقوفه أمام المركز الصحفي الاولمبي في العاصمة بكين في أوائل تموز/يوليو الماضي "ما زالت هناك عدد قليل من القضايا المفتوحة.. ومنها حاجتنا لمعرفة ما يمكن أن تفعله الاجراءات المؤقتة في بكين من أجل تنقية الهواء".
ورصدت الصين ميزانية بلغت 3ر12 مليار دولار أمريكي من أجل العمل في الشئون البيئية قبل الأولمبياد وأعلنت في حزيران/يونيو الماضي قيودها العديدة المؤقتة المنتظر تطبيقها على المركبات بمختلف أنواعها وأحجامها قبل وأثناء الأولمبياد.
وتقرر أن تستخدم جميع المركبات الخاصة بالتناوب اليومي بداية من 20 تموز/يوليو الماضي وحتى 20 أيلول/سبتمبر المقبل.
واستثنيت سيارات الأجرة وسيارات النقل الجماعي ومركبات الطوارئ من هذه القيود بينما ينتظر استبعاد نحو 70 بالمئة من المركبات التابعة للحكومة من شوارع بكين خلال فترة الأولمبياد.
وينتظر أن تؤدي الرقابة المرورية يوميا إلى تحويل نحو ثلث مركبات العاصمة بكين والبالغ عددها 3ر3 مليون مركبة.
كما ستمنع العديد من الحافلات والمركبات الثقيلة غير المطابقة للمواصفات الاوروبية فيما يتعلق بالعوادم المنبعثة منها من المرور في شوارع بكين خلال فترة الأولمبياد.
وذكرت الصين في وقت سابق أنها تعتزم السيطرة على التلوث الصناعي وإيقاف ذرات الغبار من أجل تحسين نقاء الهواء خلال فترة الأولمبياد.
وقررت بكين منع جميع أعمال تكسير الحجارة والحفر وصب الاسمنت في الفترة من 20 تموز/يوليو الماضي إلى 20 أيلول/سبتمبر حسبما صرح دو شاوتشونج نائب مدير إدارة الحماية البيئية في بكين.
وتتضمن خطط الطوارئ لفترة إقامة منافسات الاولمبياد في الشهر الحالي "إجراءات رقابة عاجلة" تستخدم إذا تعرضت بكين "لظروف جوية سلبية تماما" طبقا لما ذكره دو.
وأعرب بعض العدائين الأجانب الذين شاركوا في ماراثون "الحظ السعيد" ببكين خلال نيسان/أبريل الماضي عن مخاوفهم من التأثير المحتمل لتلوث الهواء على قدرة تحمل اللاعبين.
بينما أعرب لاعبون آخرون عن قلقهم من ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في آب/أغسطس المقبل.
وقال آرني لونجكفيست المدير الطبي باللجنة الاولمبية الدولية إن اللجنة سيكون لديها خطط طوارئ من أجل إعادة وضع جداول لسباقات الدراجات وسباقات العدو لمسافات طويلة وباقي المسابقات التي تتطلب عملية التنفس بشكل عالي لأكثر من ساعة. وسيعتمد ذلك على نسبة التلوث وعوامل أخرى مثل درجات الحرارة والرطوبة والرياح.
وأكد منظمو أولمبياد بكين على أن الدورة لن تكون بحاجة إلى هذه الخطط الخاصة بالطوارئ.
ومنعت نحو 300 ألف مركبة ذات معدل عال لانبعاث العوادم من السير في طرق بكين بداية من أول تموز/يوليو وهو ما يعادل 10 بالمئة من عدد المركبات في بكين ولكنها تمثل 50 بالمئة من المركبات ذات معدلات العوادم العالية في بكين طبقا لما ذكرته الحكومة الصينية.
وقال دو في العاشر من تموز/يوليو الماضي "خلال الايام القليلة الماضية كان نقاء الجو أفضل منه في الفترة السابقة بسبب التغير في الطقس وكذلك بفضل مجهوداتنا لتقليص العوادم".
وذكر مسئولو بكين أنهم سجلوا أجواء نقية في الشهور الستة الاول من عام 2008 بنسبة 13 بالمئة أفضل مما كانت عليه سابقا.
ولكن الصين لا تستخدم المعايير الدولية في مجال تنقية الهواء وما زالت دقة الانظمة التي تستخدمها في هذا المجال غير واضحة.
وأوضحت دراسة أجراها العلماء الأمريكيون والصينيون في جامعة هارفارد الأمريكية أن نفس إجراءات تقليص الزحام المروري استخدمت لتحويل 800 ألف مركبة خلال المنتدى الصيني الامريكي في بكين خلال تشرين ثان/نوفمبر 2006 ونجحت في تقليص أكاسيد النيتروجين التي تنتج عن الاحتراق الداخلي في تلك المركبات بنسبة 40 بالمئة.
وذكر البرنامج البيئي للامم المتحدة في تشرين أول/أكتوبر الماضي أن نقل الصناعات التي تتسبب في نسبة كبيرة من تلوث الهواء إلى أماكن أخرى والابتعاد عن حرق الفحم وتكهين السيارات التي تتسبب في نسبة كبيرة من العوادم في بكين أسفر عن تراجع شديد في تركيز العديد من العناصر الاساسية في ملوثات الهواء ومنها أول أوكسيد الكربون.
ولكن الوكالة ذكرت أن مستويات الجزيئات الصغيرة المعلقة في هواء بكين تتجاوز بشكل كبير للغاية النسب المسموح بها من قبل منظمة الصحة العالمية.
وقرر بعض اللاعبين عدم المشاركة في سباقات العدو بأولمبياد بكين تجنبا للمجازفة بينما قرر آخرون قضاء أقصر فترة ممكنة في بكين للمشاركة في المسابقات المقررة لهم.
وقال هايلي جبريسلاسي صاحب الرقم القياسي العالمي في سباقات الماراثون إنه لن يشارك في سباق الماراثون بأولمبياد بكين بسبب خوفه من التأثير السلبي لتلوث الهواء على صحته.
ويغيب العديد من اللاعبين الاستراليين عن حفل افتتاح الدورة كما سيقض عدد منهم أياما قليلة في القرية الاولمبية ببكين.
وستتسبب المخاوف من تأثير التلوث في بكين على لياقة اللاعبين في بقاء الديد من أفراد البعثات المشاركة في هونج كونج لمعظم الفترة التي يقضونها للمشاركة في أولمبياد بكين.