يشعرون فيها بزيف الواقع
مرحلة تغير نظرة الأبناء
يتعرض الطفل في سن المراهقة (9-12 عاماً) إلى ضغوط كثيرة ربما تغير نظرته إلى الحياة فيسيطر عليه التشاؤم و يبدو كل شيء حوله مزيفاً و سلبياً، كما يبدو لامبالياً و غير مهتم.
ويفسر الخبراء ذلك بأنه نتاج للتغيرات الكثيرة التي تطرأ على أجسام الأطفال في هذه السن، وما يترتب عليها من شعور بالإرباك و القلق، هذا غير الضغوط الصادرة عن المدرسة و الرفاق و الضجيج الذي يملأ الشوارع، والأحداث الحزينة التي تعم العالم و يتناقش فيها الكبار على مدار الساعة، و لكن من وجهة نظر اختصاصي التربية، هذه هي الفترة المناسبة التي ينبغي على الآباء أن يعلموا فيها أبناءهم كيف يتحدون تفكيرهم السلبي التشاؤمي وترسيخ الأفكار الإيجابية في أذهانهم.
وعادة ما يصر الطفل على الوقوف في الجانب المضاد، بمعنى أنه يعارض كل ما يقوله الكبار، و يصر على أن رأيه هو الصواب، وهو شيء يفسره الخبراء بأنه تعبير صريح عن الرغبة في الاستقلال و الانفصال عن سيطرة الأهل و تأكيد الهوية، وربما يلاحظ وجود ميل شديد لدى الطفل في هذه المرحلة إلى السخرية والتقليل من شان الأنشطة أو المهمات التي يفشل فيها، وهي وسيلة يواسي بها نفسه و تعفيه من فكرة المحاولة من جديد، وهذا يعني أنه بحاجة إلى مساعدة أبويه لكي يشجعاه على إعادة المحاولة و تاكيد أهمية الجهد الذي بذله رغم فشله، و تقديم النصائح المفيدة التي تساعده على تحقيق ما يصبو إليه وتجدد ثقته بنفسه، وقبل كل شيء يحتاج الطفل لمشاهدة قدوة صالحة أمامه تشجعه على التمثل بها، كما يحتاج بالقدر نفسه إلى الشعور بالأمان والاستقرار لكي يتمكن من مقاومة الضغوط الخارجية الكثيرة التي تشجعه على الفساد والانحلال .